ظل يفكر كريم بما فعله و حمد الله بأنه لم يعترف لحياة منذ بداية عمله معها بأنه يعمل من اجل خطبة فتاة أخرى و إلا كان ذلك سوف يعقد الأمور أكثر . .
و لكنه يحاول ان يأتي بطريقة ما كي يخبر شيماء بها فهو لا يستطيع ان يتزوج اثنان لذلك قرر ان ينتظر حتى يأخذ الرد منها , مر يومان دون ان تتحدث معه في ما دار بينهم فكانت تتحدث معه عن عملها و كأن شيئا لم يحدث فأيقن تمام اليقين بأنها رفضت بأفعالها و لكن أخاف ان تطرده من العمل و عند انتهاء اليوم أخبرته بأنها موافقة , .......
- " موافقة "
- " نعم و لكن بشروط "
- " و انا تحت أمرك فيما تريديه "
- " أولا أريد أن يكون زواجنا سرا و العمل كوم و حياتنا الشخصية كوم آخر "
- " ليس لدي مشكلة "
- " لا تقاطعني "
أحرج و اعتذر لها ,
- " ثانيا أمر الطلاق بيدي و ثالثا أريد ان اشعر بأني عروس كي أي عروس أخرى , لذلك أريد منك شراء طاقم من الذهب الخالص "
سكتت لم قالت : " هل تستطيع ؟ "
هز رأسه و قال : " لكي ما تريدين .. "
ثم أضاف :" متى ,, اقصد ... "
قاطعته بسرعة : " لا تقلق قريبا "
بعد هذا اليوم فكر كريم بطريقة كي يخبر شيماء فطلب صديقه منير
- " الحق معك فانا مخطئ لم يكن من المفروض أن أأتي لك بعمل كهذا "
- " لا يا منير فهو الحب , فقد شعرت مع هذه السيدة بما لم أشعره مع شيماء "
بتهديد : " كريم ... اسمعني هذا السيدة اكبر منك و أغنى منك بكثير , لماذا تريد ان تتزوجها ؟ "
- " الصراحة أعجبت بها و لجسدها الأنثوي الفتان "
- " يا غبي الجسد يتغير و غدا سوف تكره أن تنظر حتى إليها "
- " حسنا أريد الاستمتاع بجسدها اليوم و غدا لكل حادث حديث "
- " لا أنت مجنون . بالطبع أنت مجنون و ماذا تريد مني ؟؟ "
- " أريد منك طريقة لأخبر شيماء بها , كي أستطيع ان أتخلص منها "
- " و ما ذنبها ؟ "
- " لم أحببها كما أحببت حياة "
- " بإذن الله سوف تكون لك ممات "
- " لا تقلق , إذا اطـّر الأمر و أخذت مالا من حياة سوف أتزوج شيماء فيما بعد " و ابتسم . . .
فقال منير بحسرة : " لقد سمعت من شخص ما بأني شرير و لكني اعترف . . .. لست مثلك "
هنا شعر كريم بالضيق فقال له : " لا أريد نصيحتك و أنا سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
- " و هذا أفضل "
- " لا أريدك ان تنطق بكلمة , هل فهمت "
ثم رفع هاتفه و طلب شيماء فردت عليه فور اتصاله ,,
- " كريم كيف حالك ؟؟ "
صمت قليلا : " شيماء أريد رؤيتك لأمر ما "
- " ما الأمر ؟؟ "
- " لا تقلقي سوف انتظرك بعد ساعة في الكافتيريا التي تبعد عنكم بشارعين "
- " حسنا حسنا " و أغلقت السماعة فورا و ظنت بأنها تنتظر نبأ سار . .. . .
- " كريم من فضلك لا تجرح تلك الفتاة "
رد بتوتر : " أصمت "
- " على الأقل اخبرني ماذا تريد ان تفعل ؟؟ "
ضحك و قال : " سوف أخبرك عندما انجح و تعـَـلم من صديقك أيها الأبله "
*****
- " شيماء لا اعرف كيف أبدا بالحديث معكِ , و لكني كنت طوال هذه الفترة أفكر و أحاول كي أرى نهاية لما أنا فيه ,, لقد تركت العمل عند تلك السيدة لأني شعرت بأني لا أطيق العمل بهذه الشكل , و انا الآن ابحث عن عملا آخر , و أنتي تنتظري و تنتظري , و أعلم انك ترفضي شباب أفضل مني من أجلي .... "
قاطعته مبتسمة : " لقد قلت لك تعالى و اطلبني من أبي , وهو عندما يراك و يعرفك أكثر لن يهتم الآن بفكر العمل و بالتأكيد سوف يساعدك "
- " هل أخبرتي أبيكي بشأني "
- " بالطبع لا , و إلا كان قتلني "
تنهد و تكلم معها دون أن ينظر إلي عينيها : " لا أعلم يا شيماء ... لا أعلم إذا كنتي سوف توافقينني على قراري أم لا , لقد جاءت إليّ فرصة العمر و لا أريد أن أضيعها "
بفرح : " أي فرصة ؟؟ "
نظر إليها بثقة وتحدث و كأنه تدرب عليها يومان : " أخي إسماعيل مهندس في البناء , سوف يسافر الأسبوع القادم إلى الشارقة في الإمارات , و عرضت عليه أن يأخذني معه كي أبداء حياتي هناك و أنا أعدك عندما تستقر أموري هناك سوف أتقدم لخطبتك "
ظلت تفكر و تفكر و تضع إطراف أظافرها داخل فمها الصغير ثم نظرت إليه :
" كريم هل هذه خطوة مناسبة لك ؟ "
- " بالتأكيد "
- و لكن تبقى بلدنا أفضل من غيرها "
- " اعتقد بأننا يجب أن نغامر في مكان آخر كي نتأكد بأنها الأفضل "
و أمسك يديها و قال : " شيماء انه سفر و عناء و مشقة , كل هذا من أجل من ؟؟ أجيبيني ... فهو من أجلك أنتي , إذا كانت أتت إلي فرصة سانحة هنا لما كنت غادرت بلدي , و لكن انه كأس لجميع الشباب "
فأبعد يداه و وضعهم على أهمة الاستعداد و كأنه ينتظر الإجابة اذا نجح في خداعها ام لا ,,
- " لا يا كريم انا احبك و لا أريدك ان تبتعد "
- " هل انا سوف أسافر في نزهة , لا تقلقي في اقل من سنة بإذن الله و سوف تجديني أدق باباكم "
ثم أضاف : " إذا اردتي الاتصال بي او إرسال خطاب , من فضلك أرسليه إلى منير صديقي و هو سوف يرسله إليّ , إلى أن تستقر أوضاعي هناك "
و هنا صنع كريم ابتسامة على شفتيه كي يعطيها بعض الحماس , .....
و بذلك نجح كريم بالابتعاد عنها كي يستطيع الزواج من السيدة حياة و ظن بأنه ذلك نال مراده ...
*****
عادت شيماء إلى بيتها و لا تعلم النهاية التي تنتظرها , و هل هي في صالحها أم لا , اتصلت بهناء صديقتها و أخبرتها بأنها تريدها الآن أن تأتي إليها . . . .
دخلت هناء و رحبت بجميع افرد الأسرة بسرعة و دخلت غرفة شيماء , فلاحظت شيماء قدومها فسرعان ما قامت و أغلقت الباب و جذبتها ناحيتها و جلـَست على السرير .. .
و قالت بصوت خافت : " كريم يريد السفر الى الخليج "
أصابها الذعر : " ماذا تقولي ؟ متى حدث ذلك ؟ "
- " اليوم اخبرني بأنه سوف يسافر كي يجمع المال مع أخيه و انا في حيرة , ماذا افعل ؟؟ "
هناء و كأنها تحدث نفسها : " ما هذه المصيبة ؟؟؟ "
- " إذا كان الأمر يتوقف عليّ وحدي سوف انتظر , و لكن إذا أتي أحدا ما لخطبتي ماذا أقول لأبي ؟ "
ردت هناء : " لا أعلم ماذا أقول لكي و لكن لدي رأي "
- " ما هو ؟؟ "
- " أخبري أباكي عنه و لا تقولي له كل الحقيقة أخبريه فقط بأن هناك شابا في نفس سنك كان يدرس معك الكلية و أراد الزواج منك و لكن قرر تأجيل هذا الموضوع إلى ان يعود من الخارج .... "
- " لا هذا ليس برأي صائب "
*****
- " حياة ... "
- " ماذا ؟؟ "
- " انا احبك "
قالها كريم لحياة او للسيدة حياة على فراشهم الزوجية بعد إتمام ما أراده منها ,
فنظرت حياة إليه بحب و قالت : " هل أنت سعيد ؟ "
مسح على شعرها بيده و قال : " من يكون مكاني و لا يكون سعيدا , إذا هو بدون مشاعر و أحاسيس "
ابتسمت السيدة حياة و قامت من فراشها عارية و دخلت الحمّـام لتأخذ حماما ساخنا . . .
فقال كريم لنفسه بفخر : " لقد فعلتها ..... نعم لقد فعلتها "
مر على زواجهما شهران متتاليان و كان تقريبا كل أسبوعين او ثلاث ترسل شيماء إلى كريم رسالة او رسالتين بواسطة منير , كانت تستفسر منه ماذا حدث معه هل الأمور على ما يرام او هناك عائق او عقبات و لكن لم يكن يرسل ردا واحد مما أثار قلقها , و قررت ان تقابل منير شخصيا لمعرفة ماذا يحدث معه , لقد أرسلت لكريم أكثر من عشرة خطابات و لكن لم يصلها ردا واحدا , لأنها كانت ترسل تلك الخطابات عبر الرسائل القصيرة كما يدعونها SMS و لا تقابله شخصيا , هذا كان شرط كريم . . .
*****
دقت ساعة المنبه و أشارت الى التاسعة صباحا و اليوم الجمعة , استيقظت شيماء بسرعة و اتصلت بهناء كي تأتي معها لمقابلة منير العقل المدبر لكريم , و طلبت منه ان يقابلها في مقهى سياحي مشهور . . .
هناء يائسة و تخبط على الأرض برقة : " مضى أكثر من نصف ساعة على انتظارنا له و لم يأت بعد "
و شيماء تتلفت حولها : " لا تقلقي سوف يكون هنا قريبا انه وعدني "
لم يلاحظا إلا منير يرتدي ملابس أنيقة للغاية كي تنال إعجاب شيماء بها و لكن لم تهتم فجلس منير و طلب نسكافيه من النادل ,
هناء تحدث منير باستهزاء : " ما الذي أخرك هكذا ؟؟ "
رد منير ببرود : " أنها المواصلات يا آنسة "
و بسرعة ألفتت شيماء انتباهه : " منير , لقد أرسلت إليك تقريبا عشرة رسائل و لم يصل إليّ ردا واحد من كريم , ما الأمر و لا تكذب عليّ ؟ ؟ "
و كأنه لا يعرف شي : " لا أعلم لقد قمت بإرسال الرسائل التي ارسلتيها إليّ و ...... "
- " هاتفك ....... "
باستغراب : " ماذا ؟ "
فقالت ببطء و بثقة : " أعطيني هاتفك " و مدت يداها إليه و أخذت هاتفه منه و أخذت تقلب في محتوياته ثم قالت : " لماذا قمت بمسح رسائلي ؟؟ "
و باستهزاء : " و لماذا احتفظ بها ؟؟ "
- " أعطيني رقم هاتفه في الأمارات "
- " أنا أرسل الرسائل إلى هاتف أخيه إسماعيل , فهو لا يحمل هاتفا الآن .. . "
- " أين رقمه ؟؟ "
فشعر منير أنه في ضيق و حرج فأخذ هاتفه منها و بدأت أصابعه تتحرك في أجزاء الهاتف ثم أعطاها الهاتف و قال : " ها هو رقمه . . . "
قامت بتدوينه على هاتفها و لكن حاول يمنعها و لكنها لم تهتم ثم قالت له : " تفضل هاتفك و أشكرك "
فقال لها بتوتر : " أنتي هكذا تضعيني في مأزق , لا أريد أن استقبل كلمة سيئة من كريم "
- " لا تقلق "
و هنا جاء النادل و هو يحمل النسكافيه الذي طلبه منير منذ قليل فقدمه له و انصرف
فقامت شيماء بالاتصال بالرقم المذكور فأجابت فتاة صغيرة و عندما سألتها عن كريم او إسماعيل أجابت بأنها لا تعرف شيء عنهم و ان هذا الرقم ليس تابعا للإمارات بل لدولة فلسطين . . .
و هنا أصاحب منير بالإحراج . . ..
اعتذرت شيماء إليها و أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة ..
وقالت : " ما الأمر اذا , اخبرني ... "
ابتسم ابتسامة بسبب ضيقه : " أي أمر ؟؟ "
- " يا منير أريد الحقيقة من فضلك ؟؟ أين كريم ؟ "
عندما هدأ قال : " حسنا و لكن أعطيني وعدا صريحا بأنك تتصرفي بحكمة و بدون تهور"
- " حسنا أوعدك و لكن اخبرني "
- " إن كريم ... كريم , تزوج تلك السيدة الذي كان يعمل مساعدً لها "
سمعت تلك الجملة و بسرعة اخفت فمها بيدها بسبب الصدمة بينما هناء تهدئها بيدها و منير أصبح محرج لأنه شارك في تلك الكذبة , فقالت شيماء : " منذ متى ؟؟ ... تكلم "
- " منذ شهرين تقريبا "
ثم أضاف : " صدقيني لقد نصحته بالإتبعاد عنها و لكن عبث , أصّر على ان ينفذ مراده "
دفنت وجهها بيدها و أخذت تفكر و تتذكر و تشاهد أمامها شريط متسلسل لما حدث ...
فقالت : " أشكرك يا منير , أشكرك جزيل الشكر , أكمل النسكافيه على اقل من مهلك "
التفت هناء إليها و قالت : " ما الذي سوف تقومي به الآن ؟؟ "
و الدموع تتساقط من عينها : " لا شي " فغادرت شيماء المقهى و لحقتها هناء بعدما دفعت الفاتورة ,
هناء تركض وراء شيماء و تصرخ : " شيماء ... شيماء .... انتظري "
و مازالت تمشي و تمشي : " اتركيني , أريد ان أكون وحيدة ؟ "
- " لا لا يا شيماء , من فضلك قفي و اسمعيني "
وقفت فجأة و قالت بشدة : " قلت لكي اتركيني "
- " هذا ليس عدلا , لن تتوقف الحياة من اجل كريم "
*****
بينما كريم يأخذ حماما ساخنا للمرة الغير المعلومة , و حياة تنظف غرفة نومها فلاحظت بوجود رسالة قصيرة على هاتف كريم , فتناولته بحرص و هي تلتفت خلفها فوجدت هذه الرسالة :
" كريم , شيماء علمت بأنك تزوجت و هي حزينة جدا عليك او منك لا أعرف , انت اخترت الجسد دون القلب , شيماء قلبها طاهر لم يكن المفروض ان تكسره , كان يجب ان تصارحها بأنك أحببت عليها سيدة ذات جسد فتان زائل , هنيئا لكما , . . . . منير "
شعرت حياة بنفس الصدمة التي شعرت بها شيماء , و لكن هنا كجاني و ليست كضحية , فجلـَست حياة على مقعدها عندما استقرت حالتها و في يدها هاتف كريم تنتظره . .
دخل كريم الغرفة مرتدي فوطة الحمّام و أخذ يبحث عن ملابس داخلية كي يرتديها ,
فقالت حياة و هي تلوح بالهاتف بيدها بهدوء : " لقد وصلت لك رسالة من أحدا يدعى منير "
وهنا التفت كريم إليها بشدة و قال : " قلتي من "
ببرود : " منير , يخبرك بأن فتاة تدعى .. تدعى شيماء علمت بأنك تزوجت إمراة ذات جسد فتان "
فسرعان ما أخذ الهاتف منها و كي يحاول دفن الموضوع صرخ و قال : " كيف تقرأ رسائلي الشخصية ؟ "
بتهديد : " و أنت كيف تصف جسدي لصديقك ؟؟ "
نظر إليها باستغراب , فقالت له : " و كسرت قلب فتاة شابة من أجلي ؟؟ "
سكتت ثم قالت باشمئزاز : " لا ليس من أجلي , بل من أجل - و صرخت- شهوتك الحقيرة "
لم يستطيع كريم ان يضيف كلمة واحدة فكان مصدوما من الموقف , فاتكأ كريم على السرير و رأسه على الأرض خوفا من النظر إليها , فأضافت : " أنت لا تستحقني , هيا اخرج من هنا "
نظر إليها باستغراب شديد و لكنها قالت له بصراخ : " الم تسمع , هيا اخرج من هنا "
و هنا عدل موضعه و قال بثقة : " هل تظني الأمر بتلك السهولة "
ضحكت حياة باستهزاء : " بيننا ورقة لا قيمة لها , إذا أعدمت تصبح محرما عليّ "
ثم أعادت ضحكتها فرفعت السماعة للاتصال بحارس البيت فقالت له : " من فضلك تعال الآن "
فذهبت حياة إلى الباب و فتحته على مصراعيه تنتظر ذلك الحارس حتى جاء إليها . .
فقلت له : " هل ترى ذلك الشاب ؟؟ "
فنظر إليه بهدوء راءه مرتديا الفوطة فقط و في حالة مزرية
فقالت له : " عليك به من هنا " و أعطته مبلغا من المال
فسرعان ما أخذه من شعره و طرده خارج البيت , بالفوطة . . . . . .
******
صرخ أبيها : " شيماء . . . . يا شيماء "
جاءت شيماء و هي تحمل دبها الأحمر الصغير فقالت : " نعم يا أبي "
- " تعالي اجلسي بجواري "
فجلـَست بجواره بهدوء و خلع نظارته و قال : " يا ابنتي لقد اتصل بي محمد الذي سبق و طلب يداك مني , اتصل بي لأنه قادما اليوم لخطبتك "
اندهشت شيماء و وقفت أمامه و قالت : " من الذي أخبرك بأني أريد الزواج , لا لا يا أبي "
و تركته و اتجهت نحو غرفتها و هي تقول : " لا أريد الزواج بأحد لا أريد الزواج بأحد ... "
حتى أغلقت الباب و اختفت عن أعين أبيها .
******
مر أسبوعان كاملان و هي تحاول مسح بقايا كريم من ذاكرتها , حتى فكرت بالتجول في شوارع المدينة في أصيل الغروب , و لكن رآها كريم مصادفة في إحدى المقاهي السياحية و بدون استئذان جلس بجوارها
فعندما شعرت به نظرت إليه بحدة و قالت بصوت خافت : " ما الذي أتى بك إلى هنا , هيا اخرج "
- " من فضلك يا شيماء انتظري "
- " هيا قلت لك اخرج قبل ان اصرخ و اجعل يومك كلون شعرك " فهو شعره اسود غامق
- " شيماء أريدك لي , أريد ان أكمل باقي حياتي معكي , لقد أخطأت . . . . "
فأشارت إلى النادل و قالت : " من فضلك هذا يتحدث معي و كأنه يعرفني , من فضلك أخرجه من هنا "
فنظر إليه النادل : " من فضلك يا سيد اتركها و شأنها "
فقال له و عيناه عليها : " حسنا ... حسنا " و تركها و غادر المقهى و لكن شعرت بأنها سوف تكون مطاردة دائما و أنها يجب ان تجد حلا لهذا . . .
*****
مر أسبوع آخر , و طوال الأسبوع يحاول ان يتصل كريم بها و لكن لم تجبه حتى جاءت إليها هناء و طلبت دعوتها على الغذاء في الخارج . ..
بعدما فرغا من تناول الغداء في إحدى المطاعم الهادئة قالت هناء لها : " أريد أن أتحدث معك في موضوع "
- " تفضلي "
- " كريم ! "
- " ما به ؟؟ "
- " لقد اتصلي بس و حالته يرثى لها , ..... "
- " هناء , من فضلك لا تتدخلي في هذه أمور "
- "انتظري , لقد شعر بخطئه و مستعد للاعتذار "
نظرت شيماء إليها و قالت بتهديد : " إذا تلفظتي بكلمة أخرى بخصوصه سوف أتركك و اذهب "
- " حسنا ... حسنا "
- " هيا بنا الى البيت لقد قمت بشراء فيلم جديد , هيا بنا كي نشاهده سويا "
- " حسنا هيا بنا "
دخلت شيماء و هناء إلى الغرفة و أخذت بتشغيل الفيلم عبر اللاب توب , بينما تسمع عن بعد بأن هناك ضيف ,
هناء : " يبدو ان هناك ضيفا في الخارج "
فسمعت شيماء أبيها يقول : " تفضل تفضل "
بينما هناء متشوقة لمشاهدة أحداث الفيلم , فسمعت هذا الضيف يقول :
" سيدي العزيز , أنا أتقدم إليك اليوم و أطلب يدك ابنتك الآنسة شيماء و أأمل بك أن توافق "
عندما سمعت شيماء تلك العبارات قامت بإغلاق الجهاز و قالت لهناء : " انصتي انصتي "
فردت هناء : " انه عريس جديد لك "
فسمعت فجأة صوت يناديها : " يا شيماء , يا شيماء "
بينما شيماء محرجة جدا , ولا تريد الخروج : " لا لا لا لن اخرج أبدا ... لا لا لا "
فحاولت هناء تهدئتها : " اذهبي و أخبريه بأنك لا تريديه "
عندما سمعت شيماء هذا الجملة شعرت انه الصواب فقالت : " صح الحق معك سوف أقول له لا أريدك "
فنظرت عبر المرآة و أخذت تعدل في شعرها قليلا ثم خرجت الى الصالة فوجدت شابا يجلس أمام أبيها
فقالت : " الم اقل لك يا أبي باني لا أريد ......." , و لكن دققت النظر أكتر .... فأكثر ... لا , أنها تعرفه جيدا ,, انه منير زميلها أيام الجامعة , و كأنها تحدث نفسها : " منير ! . . . "
منير يلبس بذلة أنيقة تليق بالموقف , فوقف و قال : " آنسة شيماء , انا يسعدني ان أتقدم لخطبتك , بعد موافقة أبيكي أولا "
ابتسم أبيها ابتسامة ساحرة , ثم نظرت الى أبيها بحرج و قالت بهدوء : " كما ترى يا أبي "
فجلس منير على مقعده بينما اختفت شيماء فجأة عن أعينهم و دخلت غرفتها مبتسمة و فرحة و كأنها محلقة في أحضان السحاب . . .
فنظرت هناء إليها باستغراب : " شيماء مبتسما ؟؟؟ "
فقالت برومانسية : " انه منير "
صرخت : " من ... ! "
بعد ذلك بشهر او اقل قليلا , تم خطبتهما و علمت شيماء عن طريق مصدر خاص بأن كريم قد انتحر لأنه علم بأنه مصاب بمرض " الإيدز " و لا شفاء له , و لكن من الذي نقل إليه هذا المرض !! ؟؟ , . . . .
تمت بعون الله
28/3/2011
كتبت بواسطة محمود غسان
و لكنه يحاول ان يأتي بطريقة ما كي يخبر شيماء بها فهو لا يستطيع ان يتزوج اثنان لذلك قرر ان ينتظر حتى يأخذ الرد منها , مر يومان دون ان تتحدث معه في ما دار بينهم فكانت تتحدث معه عن عملها و كأن شيئا لم يحدث فأيقن تمام اليقين بأنها رفضت بأفعالها و لكن أخاف ان تطرده من العمل و عند انتهاء اليوم أخبرته بأنها موافقة , .......
- " موافقة "
- " نعم و لكن بشروط "
- " و انا تحت أمرك فيما تريديه "
- " أولا أريد أن يكون زواجنا سرا و العمل كوم و حياتنا الشخصية كوم آخر "
- " ليس لدي مشكلة "
- " لا تقاطعني "
أحرج و اعتذر لها ,
- " ثانيا أمر الطلاق بيدي و ثالثا أريد ان اشعر بأني عروس كي أي عروس أخرى , لذلك أريد منك شراء طاقم من الذهب الخالص "
سكتت لم قالت : " هل تستطيع ؟ "
هز رأسه و قال : " لكي ما تريدين .. "
ثم أضاف :" متى ,, اقصد ... "
قاطعته بسرعة : " لا تقلق قريبا "
بعد هذا اليوم فكر كريم بطريقة كي يخبر شيماء فطلب صديقه منير
- " الحق معك فانا مخطئ لم يكن من المفروض أن أأتي لك بعمل كهذا "
- " لا يا منير فهو الحب , فقد شعرت مع هذه السيدة بما لم أشعره مع شيماء "
بتهديد : " كريم ... اسمعني هذا السيدة اكبر منك و أغنى منك بكثير , لماذا تريد ان تتزوجها ؟ "
- " الصراحة أعجبت بها و لجسدها الأنثوي الفتان "
- " يا غبي الجسد يتغير و غدا سوف تكره أن تنظر حتى إليها "
- " حسنا أريد الاستمتاع بجسدها اليوم و غدا لكل حادث حديث "
- " لا أنت مجنون . بالطبع أنت مجنون و ماذا تريد مني ؟؟ "
- " أريد منك طريقة لأخبر شيماء بها , كي أستطيع ان أتخلص منها "
- " و ما ذنبها ؟ "
- " لم أحببها كما أحببت حياة "
- " بإذن الله سوف تكون لك ممات "
- " لا تقلق , إذا اطـّر الأمر و أخذت مالا من حياة سوف أتزوج شيماء فيما بعد " و ابتسم . . .
فقال منير بحسرة : " لقد سمعت من شخص ما بأني شرير و لكني اعترف . . .. لست مثلك "
هنا شعر كريم بالضيق فقال له : " لا أريد نصيحتك و أنا سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
- " و هذا أفضل "
- " لا أريدك ان تنطق بكلمة , هل فهمت "
ثم رفع هاتفه و طلب شيماء فردت عليه فور اتصاله ,,
- " كريم كيف حالك ؟؟ "
صمت قليلا : " شيماء أريد رؤيتك لأمر ما "
- " ما الأمر ؟؟ "
- " لا تقلقي سوف انتظرك بعد ساعة في الكافتيريا التي تبعد عنكم بشارعين "
- " حسنا حسنا " و أغلقت السماعة فورا و ظنت بأنها تنتظر نبأ سار . .. . .
- " كريم من فضلك لا تجرح تلك الفتاة "
رد بتوتر : " أصمت "
- " على الأقل اخبرني ماذا تريد ان تفعل ؟؟ "
ضحك و قال : " سوف أخبرك عندما انجح و تعـَـلم من صديقك أيها الأبله "
*****
- " شيماء لا اعرف كيف أبدا بالحديث معكِ , و لكني كنت طوال هذه الفترة أفكر و أحاول كي أرى نهاية لما أنا فيه ,, لقد تركت العمل عند تلك السيدة لأني شعرت بأني لا أطيق العمل بهذه الشكل , و انا الآن ابحث عن عملا آخر , و أنتي تنتظري و تنتظري , و أعلم انك ترفضي شباب أفضل مني من أجلي .... "
قاطعته مبتسمة : " لقد قلت لك تعالى و اطلبني من أبي , وهو عندما يراك و يعرفك أكثر لن يهتم الآن بفكر العمل و بالتأكيد سوف يساعدك "
- " هل أخبرتي أبيكي بشأني "
- " بالطبع لا , و إلا كان قتلني "
تنهد و تكلم معها دون أن ينظر إلي عينيها : " لا أعلم يا شيماء ... لا أعلم إذا كنتي سوف توافقينني على قراري أم لا , لقد جاءت إليّ فرصة العمر و لا أريد أن أضيعها "
بفرح : " أي فرصة ؟؟ "
نظر إليها بثقة وتحدث و كأنه تدرب عليها يومان : " أخي إسماعيل مهندس في البناء , سوف يسافر الأسبوع القادم إلى الشارقة في الإمارات , و عرضت عليه أن يأخذني معه كي أبداء حياتي هناك و أنا أعدك عندما تستقر أموري هناك سوف أتقدم لخطبتك "
ظلت تفكر و تفكر و تضع إطراف أظافرها داخل فمها الصغير ثم نظرت إليه :
" كريم هل هذه خطوة مناسبة لك ؟ "
- " بالتأكيد "
- و لكن تبقى بلدنا أفضل من غيرها "
- " اعتقد بأننا يجب أن نغامر في مكان آخر كي نتأكد بأنها الأفضل "
و أمسك يديها و قال : " شيماء انه سفر و عناء و مشقة , كل هذا من أجل من ؟؟ أجيبيني ... فهو من أجلك أنتي , إذا كانت أتت إلي فرصة سانحة هنا لما كنت غادرت بلدي , و لكن انه كأس لجميع الشباب "
فأبعد يداه و وضعهم على أهمة الاستعداد و كأنه ينتظر الإجابة اذا نجح في خداعها ام لا ,,
- " لا يا كريم انا احبك و لا أريدك ان تبتعد "
- " هل انا سوف أسافر في نزهة , لا تقلقي في اقل من سنة بإذن الله و سوف تجديني أدق باباكم "
ثم أضاف : " إذا اردتي الاتصال بي او إرسال خطاب , من فضلك أرسليه إلى منير صديقي و هو سوف يرسله إليّ , إلى أن تستقر أوضاعي هناك "
و هنا صنع كريم ابتسامة على شفتيه كي يعطيها بعض الحماس , .....
و بذلك نجح كريم بالابتعاد عنها كي يستطيع الزواج من السيدة حياة و ظن بأنه ذلك نال مراده ...
*****
عادت شيماء إلى بيتها و لا تعلم النهاية التي تنتظرها , و هل هي في صالحها أم لا , اتصلت بهناء صديقتها و أخبرتها بأنها تريدها الآن أن تأتي إليها . . . .
دخلت هناء و رحبت بجميع افرد الأسرة بسرعة و دخلت غرفة شيماء , فلاحظت شيماء قدومها فسرعان ما قامت و أغلقت الباب و جذبتها ناحيتها و جلـَست على السرير .. .
و قالت بصوت خافت : " كريم يريد السفر الى الخليج "
أصابها الذعر : " ماذا تقولي ؟ متى حدث ذلك ؟ "
- " اليوم اخبرني بأنه سوف يسافر كي يجمع المال مع أخيه و انا في حيرة , ماذا افعل ؟؟ "
هناء و كأنها تحدث نفسها : " ما هذه المصيبة ؟؟؟ "
- " إذا كان الأمر يتوقف عليّ وحدي سوف انتظر , و لكن إذا أتي أحدا ما لخطبتي ماذا أقول لأبي ؟ "
ردت هناء : " لا أعلم ماذا أقول لكي و لكن لدي رأي "
- " ما هو ؟؟ "
- " أخبري أباكي عنه و لا تقولي له كل الحقيقة أخبريه فقط بأن هناك شابا في نفس سنك كان يدرس معك الكلية و أراد الزواج منك و لكن قرر تأجيل هذا الموضوع إلى ان يعود من الخارج .... "
- " لا هذا ليس برأي صائب "
*****
- " حياة ... "
- " ماذا ؟؟ "
- " انا احبك "
قالها كريم لحياة او للسيدة حياة على فراشهم الزوجية بعد إتمام ما أراده منها ,
فنظرت حياة إليه بحب و قالت : " هل أنت سعيد ؟ "
مسح على شعرها بيده و قال : " من يكون مكاني و لا يكون سعيدا , إذا هو بدون مشاعر و أحاسيس "
ابتسمت السيدة حياة و قامت من فراشها عارية و دخلت الحمّـام لتأخذ حماما ساخنا . . .
فقال كريم لنفسه بفخر : " لقد فعلتها ..... نعم لقد فعلتها "
مر على زواجهما شهران متتاليان و كان تقريبا كل أسبوعين او ثلاث ترسل شيماء إلى كريم رسالة او رسالتين بواسطة منير , كانت تستفسر منه ماذا حدث معه هل الأمور على ما يرام او هناك عائق او عقبات و لكن لم يكن يرسل ردا واحد مما أثار قلقها , و قررت ان تقابل منير شخصيا لمعرفة ماذا يحدث معه , لقد أرسلت لكريم أكثر من عشرة خطابات و لكن لم يصلها ردا واحدا , لأنها كانت ترسل تلك الخطابات عبر الرسائل القصيرة كما يدعونها SMS و لا تقابله شخصيا , هذا كان شرط كريم . . .
*****
دقت ساعة المنبه و أشارت الى التاسعة صباحا و اليوم الجمعة , استيقظت شيماء بسرعة و اتصلت بهناء كي تأتي معها لمقابلة منير العقل المدبر لكريم , و طلبت منه ان يقابلها في مقهى سياحي مشهور . . .
هناء يائسة و تخبط على الأرض برقة : " مضى أكثر من نصف ساعة على انتظارنا له و لم يأت بعد "
و شيماء تتلفت حولها : " لا تقلقي سوف يكون هنا قريبا انه وعدني "
لم يلاحظا إلا منير يرتدي ملابس أنيقة للغاية كي تنال إعجاب شيماء بها و لكن لم تهتم فجلس منير و طلب نسكافيه من النادل ,
هناء تحدث منير باستهزاء : " ما الذي أخرك هكذا ؟؟ "
رد منير ببرود : " أنها المواصلات يا آنسة "
و بسرعة ألفتت شيماء انتباهه : " منير , لقد أرسلت إليك تقريبا عشرة رسائل و لم يصل إليّ ردا واحد من كريم , ما الأمر و لا تكذب عليّ ؟ ؟ "
و كأنه لا يعرف شي : " لا أعلم لقد قمت بإرسال الرسائل التي ارسلتيها إليّ و ...... "
- " هاتفك ....... "
باستغراب : " ماذا ؟ "
فقالت ببطء و بثقة : " أعطيني هاتفك " و مدت يداها إليه و أخذت هاتفه منه و أخذت تقلب في محتوياته ثم قالت : " لماذا قمت بمسح رسائلي ؟؟ "
و باستهزاء : " و لماذا احتفظ بها ؟؟ "
- " أعطيني رقم هاتفه في الأمارات "
- " أنا أرسل الرسائل إلى هاتف أخيه إسماعيل , فهو لا يحمل هاتفا الآن .. . "
- " أين رقمه ؟؟ "
فشعر منير أنه في ضيق و حرج فأخذ هاتفه منها و بدأت أصابعه تتحرك في أجزاء الهاتف ثم أعطاها الهاتف و قال : " ها هو رقمه . . . "
قامت بتدوينه على هاتفها و لكن حاول يمنعها و لكنها لم تهتم ثم قالت له : " تفضل هاتفك و أشكرك "
فقال لها بتوتر : " أنتي هكذا تضعيني في مأزق , لا أريد أن استقبل كلمة سيئة من كريم "
- " لا تقلق "
و هنا جاء النادل و هو يحمل النسكافيه الذي طلبه منير منذ قليل فقدمه له و انصرف
فقامت شيماء بالاتصال بالرقم المذكور فأجابت فتاة صغيرة و عندما سألتها عن كريم او إسماعيل أجابت بأنها لا تعرف شيء عنهم و ان هذا الرقم ليس تابعا للإمارات بل لدولة فلسطين . . .
و هنا أصاحب منير بالإحراج . . ..
اعتذرت شيماء إليها و أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة ..
وقالت : " ما الأمر اذا , اخبرني ... "
ابتسم ابتسامة بسبب ضيقه : " أي أمر ؟؟ "
- " يا منير أريد الحقيقة من فضلك ؟؟ أين كريم ؟ "
عندما هدأ قال : " حسنا و لكن أعطيني وعدا صريحا بأنك تتصرفي بحكمة و بدون تهور"
- " حسنا أوعدك و لكن اخبرني "
- " إن كريم ... كريم , تزوج تلك السيدة الذي كان يعمل مساعدً لها "
سمعت تلك الجملة و بسرعة اخفت فمها بيدها بسبب الصدمة بينما هناء تهدئها بيدها و منير أصبح محرج لأنه شارك في تلك الكذبة , فقالت شيماء : " منذ متى ؟؟ ... تكلم "
- " منذ شهرين تقريبا "
ثم أضاف : " صدقيني لقد نصحته بالإتبعاد عنها و لكن عبث , أصّر على ان ينفذ مراده "
دفنت وجهها بيدها و أخذت تفكر و تتذكر و تشاهد أمامها شريط متسلسل لما حدث ...
فقالت : " أشكرك يا منير , أشكرك جزيل الشكر , أكمل النسكافيه على اقل من مهلك "
التفت هناء إليها و قالت : " ما الذي سوف تقومي به الآن ؟؟ "
و الدموع تتساقط من عينها : " لا شي " فغادرت شيماء المقهى و لحقتها هناء بعدما دفعت الفاتورة ,
هناء تركض وراء شيماء و تصرخ : " شيماء ... شيماء .... انتظري "
و مازالت تمشي و تمشي : " اتركيني , أريد ان أكون وحيدة ؟ "
- " لا لا يا شيماء , من فضلك قفي و اسمعيني "
وقفت فجأة و قالت بشدة : " قلت لكي اتركيني "
- " هذا ليس عدلا , لن تتوقف الحياة من اجل كريم "
*****
بينما كريم يأخذ حماما ساخنا للمرة الغير المعلومة , و حياة تنظف غرفة نومها فلاحظت بوجود رسالة قصيرة على هاتف كريم , فتناولته بحرص و هي تلتفت خلفها فوجدت هذه الرسالة :
" كريم , شيماء علمت بأنك تزوجت و هي حزينة جدا عليك او منك لا أعرف , انت اخترت الجسد دون القلب , شيماء قلبها طاهر لم يكن المفروض ان تكسره , كان يجب ان تصارحها بأنك أحببت عليها سيدة ذات جسد فتان زائل , هنيئا لكما , . . . . منير "
شعرت حياة بنفس الصدمة التي شعرت بها شيماء , و لكن هنا كجاني و ليست كضحية , فجلـَست حياة على مقعدها عندما استقرت حالتها و في يدها هاتف كريم تنتظره . .
دخل كريم الغرفة مرتدي فوطة الحمّام و أخذ يبحث عن ملابس داخلية كي يرتديها ,
فقالت حياة و هي تلوح بالهاتف بيدها بهدوء : " لقد وصلت لك رسالة من أحدا يدعى منير "
وهنا التفت كريم إليها بشدة و قال : " قلتي من "
ببرود : " منير , يخبرك بأن فتاة تدعى .. تدعى شيماء علمت بأنك تزوجت إمراة ذات جسد فتان "
فسرعان ما أخذ الهاتف منها و كي يحاول دفن الموضوع صرخ و قال : " كيف تقرأ رسائلي الشخصية ؟ "
بتهديد : " و أنت كيف تصف جسدي لصديقك ؟؟ "
نظر إليها باستغراب , فقالت له : " و كسرت قلب فتاة شابة من أجلي ؟؟ "
سكتت ثم قالت باشمئزاز : " لا ليس من أجلي , بل من أجل - و صرخت- شهوتك الحقيرة "
لم يستطيع كريم ان يضيف كلمة واحدة فكان مصدوما من الموقف , فاتكأ كريم على السرير و رأسه على الأرض خوفا من النظر إليها , فأضافت : " أنت لا تستحقني , هيا اخرج من هنا "
نظر إليها باستغراب شديد و لكنها قالت له بصراخ : " الم تسمع , هيا اخرج من هنا "
و هنا عدل موضعه و قال بثقة : " هل تظني الأمر بتلك السهولة "
ضحكت حياة باستهزاء : " بيننا ورقة لا قيمة لها , إذا أعدمت تصبح محرما عليّ "
ثم أعادت ضحكتها فرفعت السماعة للاتصال بحارس البيت فقالت له : " من فضلك تعال الآن "
فذهبت حياة إلى الباب و فتحته على مصراعيه تنتظر ذلك الحارس حتى جاء إليها . .
فقلت له : " هل ترى ذلك الشاب ؟؟ "
فنظر إليه بهدوء راءه مرتديا الفوطة فقط و في حالة مزرية
فقالت له : " عليك به من هنا " و أعطته مبلغا من المال
فسرعان ما أخذه من شعره و طرده خارج البيت , بالفوطة . . . . . .
******
صرخ أبيها : " شيماء . . . . يا شيماء "
جاءت شيماء و هي تحمل دبها الأحمر الصغير فقالت : " نعم يا أبي "
- " تعالي اجلسي بجواري "
فجلـَست بجواره بهدوء و خلع نظارته و قال : " يا ابنتي لقد اتصل بي محمد الذي سبق و طلب يداك مني , اتصل بي لأنه قادما اليوم لخطبتك "
اندهشت شيماء و وقفت أمامه و قالت : " من الذي أخبرك بأني أريد الزواج , لا لا يا أبي "
و تركته و اتجهت نحو غرفتها و هي تقول : " لا أريد الزواج بأحد لا أريد الزواج بأحد ... "
حتى أغلقت الباب و اختفت عن أعين أبيها .
******
مر أسبوعان كاملان و هي تحاول مسح بقايا كريم من ذاكرتها , حتى فكرت بالتجول في شوارع المدينة في أصيل الغروب , و لكن رآها كريم مصادفة في إحدى المقاهي السياحية و بدون استئذان جلس بجوارها
فعندما شعرت به نظرت إليه بحدة و قالت بصوت خافت : " ما الذي أتى بك إلى هنا , هيا اخرج "
- " من فضلك يا شيماء انتظري "
- " هيا قلت لك اخرج قبل ان اصرخ و اجعل يومك كلون شعرك " فهو شعره اسود غامق
- " شيماء أريدك لي , أريد ان أكمل باقي حياتي معكي , لقد أخطأت . . . . "
فأشارت إلى النادل و قالت : " من فضلك هذا يتحدث معي و كأنه يعرفني , من فضلك أخرجه من هنا "
فنظر إليه النادل : " من فضلك يا سيد اتركها و شأنها "
فقال له و عيناه عليها : " حسنا ... حسنا " و تركها و غادر المقهى و لكن شعرت بأنها سوف تكون مطاردة دائما و أنها يجب ان تجد حلا لهذا . . .
*****
مر أسبوع آخر , و طوال الأسبوع يحاول ان يتصل كريم بها و لكن لم تجبه حتى جاءت إليها هناء و طلبت دعوتها على الغذاء في الخارج . ..
بعدما فرغا من تناول الغداء في إحدى المطاعم الهادئة قالت هناء لها : " أريد أن أتحدث معك في موضوع "
- " تفضلي "
- " كريم ! "
- " ما به ؟؟ "
- " لقد اتصلي بس و حالته يرثى لها , ..... "
- " هناء , من فضلك لا تتدخلي في هذه أمور "
- "انتظري , لقد شعر بخطئه و مستعد للاعتذار "
نظرت شيماء إليها و قالت بتهديد : " إذا تلفظتي بكلمة أخرى بخصوصه سوف أتركك و اذهب "
- " حسنا ... حسنا "
- " هيا بنا الى البيت لقد قمت بشراء فيلم جديد , هيا بنا كي نشاهده سويا "
- " حسنا هيا بنا "
دخلت شيماء و هناء إلى الغرفة و أخذت بتشغيل الفيلم عبر اللاب توب , بينما تسمع عن بعد بأن هناك ضيف ,
هناء : " يبدو ان هناك ضيفا في الخارج "
فسمعت شيماء أبيها يقول : " تفضل تفضل "
بينما هناء متشوقة لمشاهدة أحداث الفيلم , فسمعت هذا الضيف يقول :
" سيدي العزيز , أنا أتقدم إليك اليوم و أطلب يدك ابنتك الآنسة شيماء و أأمل بك أن توافق "
عندما سمعت شيماء تلك العبارات قامت بإغلاق الجهاز و قالت لهناء : " انصتي انصتي "
فردت هناء : " انه عريس جديد لك "
فسمعت فجأة صوت يناديها : " يا شيماء , يا شيماء "
بينما شيماء محرجة جدا , ولا تريد الخروج : " لا لا لا لن اخرج أبدا ... لا لا لا "
فحاولت هناء تهدئتها : " اذهبي و أخبريه بأنك لا تريديه "
عندما سمعت شيماء هذا الجملة شعرت انه الصواب فقالت : " صح الحق معك سوف أقول له لا أريدك "
فنظرت عبر المرآة و أخذت تعدل في شعرها قليلا ثم خرجت الى الصالة فوجدت شابا يجلس أمام أبيها
فقالت : " الم اقل لك يا أبي باني لا أريد ......." , و لكن دققت النظر أكتر .... فأكثر ... لا , أنها تعرفه جيدا ,, انه منير زميلها أيام الجامعة , و كأنها تحدث نفسها : " منير ! . . . "
منير يلبس بذلة أنيقة تليق بالموقف , فوقف و قال : " آنسة شيماء , انا يسعدني ان أتقدم لخطبتك , بعد موافقة أبيكي أولا "
ابتسم أبيها ابتسامة ساحرة , ثم نظرت الى أبيها بحرج و قالت بهدوء : " كما ترى يا أبي "
فجلس منير على مقعده بينما اختفت شيماء فجأة عن أعينهم و دخلت غرفتها مبتسمة و فرحة و كأنها محلقة في أحضان السحاب . . .
فنظرت هناء إليها باستغراب : " شيماء مبتسما ؟؟؟ "
فقالت برومانسية : " انه منير "
صرخت : " من ... ! "
بعد ذلك بشهر او اقل قليلا , تم خطبتهما و علمت شيماء عن طريق مصدر خاص بأن كريم قد انتحر لأنه علم بأنه مصاب بمرض " الإيدز " و لا شفاء له , و لكن من الذي نقل إليه هذا المرض !! ؟؟ , . . . .
تمت بعون الله
28/3/2011
كتبت بواسطة محمود غسان
السبت يناير 12, 2013 3:46 am من طرف اخناتون
» فيلم الرومانسيه والخيال العلمى المثير Womb 2010 للكبار فقط + 18 بجوده 720p BluRay مترجم على اكثر من سيرفر
الجمعة ديسمبر 07, 2012 6:24 pm من طرف اخناتون
» حصريا اغنيه وائل جسار - الله علي الحب Master Q 320Kpbs
الجمعة ديسمبر 07, 2012 6:16 pm من طرف اخناتون
» حصريا اغنيه وائل جسار - الله علي الحب Cd Q 320Kpbs
الخميس ديسمبر 06, 2012 9:49 am من طرف اخناتون
» حصريا فيلم مستر اند مسيز عويس بطوله حماده هلال وبشري نسخه HDRip تحميل مباشر
الخميس نوفمبر 22, 2012 12:07 pm من طرف اخناتون
» فيلم العيد عبده موته بطوله محمد رمضان ودينا نسخه High Q TS جوده عاليه تحميل مباشر
الخميس نوفمبر 22, 2012 12:05 pm من طرف اخناتون
» فيلم جوه اللعبه بطوله مصطفي قمر ومحمد لطفي نسخه h.q cam تحميل مباشر
الخميس نوفمبر 22, 2012 12:02 pm من طرف اخناتون
» النسخه الـ V2.TS لفيلم المغامرات والفانتازيا المنتظر The Twilight Saga: Breaking Dawn - Part 2 2012 مترجم تحميل مباشر
الخميس نوفمبر 22, 2012 11:51 am من طرف اخناتون
» فيلم الاكشن الرهيب Tai Chi Zero 2012 بجوده HDRip مترجم على اكثر من سيرفر
الخميس نوفمبر 22, 2012 11:48 am من طرف اخناتون